بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 نوفمبر 2018

كم من قلب موجوع و خاطر مكسور دوائة شيء واحد فقط


ليس منا من لا يُخطئ، وليس منا من هو معصوم، فالخطأ وارد من الصغير والكبير، من العالم والعامي، ومن الحاكم والمحكوم، إلا أن أصناف الأخطاء تتفاوت فيما بينها، فخطأ العالم ليس كخطأ العامي، وخطأ الكبير ليس كخطأ الطفل الصغير، وكذلك خطأ المسؤول ليس كخطأ غيره، فحجم الخطأ يترتب عليه من الضرر حجم المنصب الذي يتولاه صاحبه. فليس من العيب الاعتراف بالخطأ، فمن سمات الرجال الأكابر البعد عن تبرير أخطائهم والمسارعة إلى الاعتذار، وعدم المجادلة بالباطل في الأمور التي ظهر فيها خطؤهم. فالاعتراف بالخطأ أطيب للقلب وأدعى للعفو، والاعتذار لن يُنقص من قدر الرجل شيئا بل على العكس تماماً، سيُعلي من قدره عند الآخرين، لأنه سيكون مصدراً لزيادة الثقة بينه وبين من أخطأ في حقهم، ومرتعاً خصباً لبناء علاقة اجتماعية قوية فيما بينه وبين الآخرين، فليس من الرجولة المكابرة وعدم الاعتذار والتنصل من الخطأ. إلا أن هناك أصنافاً من الرجال ربما يرى اعتذاره لخطأ صدر منه تجاه زوجته أو أحد أبنائه منقصةً لرجولته وقوامته عليهم! بل إن هناك أصنافاً من الرجال ممن ترسموا بالعلم يرون الاعتذار لطلبتهم عن خطأ علمي فيه خدش لمنزلتهم ومكانتهم العلمية! وقس على ذلك الوزير والطبيب والمهندس والمدير وغيرهم. إن السبب في عدم الاعتراف بالخطأ هو ضعف الشخصية، ومحاولة التملص من تحمل المسؤولية، أو محاولة تحسين الصورة والظهور بالمظهر اللائق أمام الآخرين! الاعتراف بالخطأ سلوك إيجابي يتحلى به الرجال الذين إذا ما بدر منهم يسارعون إليه، فهم لا يفرقون لمن يُقدمون عبارة (أعتذر) أو (آسف) لرجل كان أو امرأة، صغيراً كان أو كبيرا، فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط؟ اعتذر فمن ذا الذي لا يُخطئ فنحكم له بالعصمة؟ وكم من قلب مكلوم، أو خاطر مكسور تجبره كلمة (أنا آسف) أو (أعتذر لك)؟ اعتذر وارتق برجولتك إلى مصاف الأكابر من الرجال فالاعتذار من شيم الرجال.

هناك تعليق واحد:

  1. الاعتذار فن لايجيدوه إلا العظماء

    مقال رائع جدا

    ردحذف