بحث هذه المدونة الإلكترونية
كيف أفهم الحياة؟؟
الصبر على المصاعب إنّ أول درسٍ من دروس الحياة هو تقبل كلّ حالٍ بالتسهيل والرضا، وأن يكون المرء في كلّ ساعة كما تشاء الساعة، وأن يقتصر همّه على ما هو فيه، وألّا يلتفت إلى ما تحجبه أستار غيب الله، ولذلك ينبغي أن يقوم الشخص كلّ يوم كالعامل الفقير الذي يكسب قوته من عرق جبينه، فالجميع فقير إلى الله، ومصير الإنسان من الحياة قليل حتّى لو عظم الجاه، وكثرت النعم، كما لا يوجد شيء في هذه الحياة يستحق التهويل به على النفس، فالإنسان يمرُّ بخيرٍ كثير، وشرّ كثير، وفي كلتا الحالتين هو شقيّ، وهكذا يجب أن يرضى الإنسان بما قسمه الله في هذه الحياة الزائلة، وأن يصبر على متاعبها.
محاسبة النفس تأتي محاسبة النفس في الدرجة الثانية من الدروس؛ فمحاسبة النفس واجبة، رغم أنّها عسيرة وقاسية، ولكنّها أفضل من محاسبة الغير؛ وذلك لأنّ محاسبة الشخص لنفسه تجنّبه الوقوع في الأخطاء، وتكرار حدوثها، كما تُقلّل التخبط بالجهل والهوان، عندها يمكن فهم الحياة بكل معانيها من خلال محاسبة الذات على أفعالها وسلوكها.
عدم الانسياق وراء الآخرين ثالث درس من دروس الحياة هو عدم الانسياق وراء الآخرين، وعدم الخضوع لآرائهم، إذ إنّ ذلك يؤدي إلى الإفلاس العقلي والعاطفي، وتجدر الإشارة إلى أن لا يكون الإنسان أسير رأي أو كتاب، بل لا بدّ من فهم كلّ شيء تتمّ قراءته، فالفهم هو الهدف الرئيسي من القراءة، وذلك لمنح الشخص المعارف اللازمة لتطوره في الحياة.
الالتزام بمبادئ الأخلاق إنّ الالتزام بمبادئ الأخلاق من الأمور بالغة الأهمية، ومن القيم التي لا بدّ من التزامها الشجاعة، والصدق، وعدم التكبر، والسخاء، والكرم، والإخلاص وغيرها، بالإضافة إلى أهمية نشر الفائدة للآخرين سواء كان ذلك مع العائلة، أو الأصدقاء، أو حتّى في مكان العمل، أو من خلال ممارسة الأعمال التطوعية المختلفة.
إدراك حقيقة الدنيا الفانية إنّ إدراك حقيقة زوال الدنيا من أهم الأمور اللازمة لفهم الحياة، فحقيقة الدنيا كما وصفها الله سبحانه وتعالى بأنّها متاع الغرور، إذ إنّ حياتها مشقة وعناء، ونعيمها كله ابتلاء، وملكها يزول ويفنى، وعمر الإنسان فيها قصير، والأخطار كبيرة وفي كلّ مكان، والمرء في هذه الدنيا على حالين: حال ماضٍ مندثر، وحال آخر لا يدري ما هو،[٣] ويقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).
الإيمان باستمرارية التغيير أحد أهم دروس الحياة التي تساعد على الاستمرار فيها بنجاح هو إدراك تغيُّرها باستمرار، وهذا يعني أن كل شيء فيها مؤقت، فالحياة كالسائل لا تتكرر فيها اللحظة مرتين، ويختلف كل يوم عن سابقه، كما أن الجسم يتغير، والأفكار تتغير، والعالم المحيط كذلك يتغير باستمرار، ومجرد التفكير في ذلك خلال الأوقات الصعبة، يُساعد على التعامل مع كل الأمور بعقلانية أكبر، لأنها ستمرّ ولن تعود، ولا يجب التفكير بذلك في الحالات الصعبة فقط، بل يجب أن تعلق في الذهن دائماً، وهذا كله يزيد من مستوى السعادة، لأنّ الإنسان سيُقدِّر كل لحظات حياته، وسيستمتع بها قدر المستطاع.
المطالعة والتَّعلم المستمر تعتبر القراءة أحد أفضل الطرق لتعلم كل ما هو جديد في الحياة، فهناك قدر كبير من المعلومات المتوافرة للجميع مجاناً في الكتب أو الإنترنت، وبالرغم من وجود أشكال كثيرة للتعلم، إلا أن القراءة لا زالت الأفضل، لأنها تسمح بالتَّخيل بطريقة لا يمكن تجربتها أثناء مشاهدة الفيديوهات أو الاستماع إلى التسجيلات، أي أنها تبقى دائماً تحت السيطرة، فيمكن التوقف عن القراءة للتفكر والتأمل، أو لتحديد الأشياء المراد تذكرها، وكتابة الأفكار على ورق، فهذا هو الشيء الذي لم تستطع التكنولوجيا أن تحل محله.
استغلال الحاضر والتَّطلع للمستقبل يجب على الإنسان العمل في الحاضر والتَّطلع للمستقبل، والاستفادة من المعرفة التي اكتسبها في ماضي حياته، وعليه أيضاً أن يدرك أنه لا يستطيع العودة للقيام بما قام به سابقاً، فقد يستطيع الإنسان إجراء تغييرات تتعلق بالمستقبل، أو اليوم الحاضر، أو الأيام المقبلة، ولكنه لن يتمكن من تغيير الماضي الذي انتهى.
تقييم الذات عندما يحدث خطأ ما، فإنه يتوجب على الإنسان تقييم ذاته وتحديد ما يمكنه القيام به بشكل مختلف لاحقاً لتحقيق النجاح، ويتضمن تقييم الذات التأمل فيها وتقييمها من خلال النظرة الحيادية إلى التصرفات والأقوال والسلوكيات بعيداً عن العاطفة، ويتوجب على الإنسان أن يكون لطيفاً وصادقاً مع نفسه، فينظر إليها ويحدد نقاط القوة والضعف لديه، ويوجِّه نفسه بناءاً على ذلك.
النظرة الإيجابية للحياة الحياة هي انعكاس للأفكار، وإذا كانت الأفكارسلبية فإنها ستستحوذ على العقل بشكل مستمر، وستؤثر على النتائج، لذا يجب على الفرد أن يكون إيجابياً، وأن يُغير من نظرته إلى الحياة، فكل ما يتمناه سيظهر ويتجلى، ويتطلب ذلك أيضاً الابتعاد عن المتشائمين، والتواجد برفقة الداعمين والمحفزين، كما أنّ الأصدقاء والكتب والأفكار هم من أهم الأشياء التي تغير نظرة الحياة بإيجابية.
ماذا قالوا عن الحياة؟؟؟
الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة. جَرِّدْ أي إنسان من الشّعور بحياته تجرّده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي.
. عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرةً وضئيلةً،
تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود، أمّا عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإنّ الحياة تبدو طويلةً وعميقةً، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتدّ بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض. ستتعلّم الكثير من دروس الحياة، إذا لاحظت أنّ رجال الإطفاء لا يكافحون النّار بالنّار. الدّين هو البوصلة التي تساعد الإنسان على الحفاظ على اتجاهاته السّليمة في هذه الحياة، وتحول بينه وبين الهيام على وجهه دون هدف، ممّا قد يعرّضه إلى السّقوط في براثن الشّر. لا يغرّنك ارتقاء السّهل إذا كان المنحدر وعراً. ليست الحياة بعدد السّنين ولكنّها بعدد المشاعر، لأنّ الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة.
إنّنا نعيش لأنفسنا حياةً مضاعفةً حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النّهاية، وهي رغم كلّ ذلك الحياة، ونحن مطالبون أن نحياها كما هي. لقد تعلّمنا في المدرسة ونحن صغار أنّ السّنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل، وأنّ الممتلئة بالقمح تخفضه، فلا يتواضع إلا كبير، ولا يتكبّر إلا حقير. الحياة بلا فائدة موت مسبق. الحياة شعلة إمّا أن نحترق بنارها، أو نطفئها ونعيش في ظلام. ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله. عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف يمكننا أن نعرف ما هو الموت. بورك من ملأ حياته بعمل الخير، لأنّه أدرك أنّها أقصر من أن يضيعها بعمل الشّر. الحياة حلم، يوقظنا منه الموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق